* ضاع العرس .

حكاية كمال الفرابي :


-" ادراري هد الليلة لقصارة عند الحاج بوشتى"
- " كاينة وماشي ايكبر الشيخات والرباعة "
- " قالوا لي هودوا لتاونات يجيبو الشيخات "
- " يالله نطلعو توال لحوانت نسولوا باش الى كان بصح ماشي يجيب الشيخات باش احنا دك السعة ندبروا مناين نجيبو الشراب "
هده هي استعدادات شباب القرية لمثل هذه المناسبات، كل شباب القرية يتساءلون هل الحاج بوشتى سياتي بالشيخات في عرس ولده , وهل فعلا ذهبوا لاحضار الطبالة مع الشيخات من تاونات . وكل هذه الاسئلة وغيرها حتى يتسنى لهم الاستعداد لهذه الليلة والتي هي طبعا غير الليالي الاخريات..... 
اما استعداد اصحاب العرس فيكون كالتالي:
اب العريس( الحاج بوشتى) : " وقفوا لخزانة وقلبولا الباب جهة الغربي وجهة دنسا دكون مطلمة حيدولم الامبات هما يشوفو والناس ميشوفوهمش
" وجدوا لكرافط باش دبغا يضيع العرس هرسوا لوالديه طهرو "
" وعمرو اتاي بالزايد وكووووووووووولشي يشرب اتاي " 
" وستفو لكراسا وحسبوهم.... وعنداكوم يتقبوا الطرابي دلخزانة بالكارو ..." 
لاينقطع عمي الحاج بوشتى عن الكلام وإعطاء الاوامر ... وهو يتصبب عرقا جيئة وذهابا، وزوجته وبعض المدعوات بين الفينة والاخرى يزدن في صخب الاستعداد بزغاريد تشق سكون القرية ويرجع صداها بين التلال والفجاج ... 
ويبدئ الحفل والغياط ينفخ (تتتيييييت ) ...............

ويصل صداها الى كل ارجاء القرية ,وتنتاب الكلاب هستيريا النباح... والغياط لايزيد الا تعنتا واصرارا ،وصاحب الطبل بشاربه الكثيف منهمك في تدخين الكيف.... والشيخة بقامتها الطويلة تضع اللمسات الاخيرة على وجهها .....وجحافل الوافدين تتقاطر من المناطق المجاورة للقرية وماتسمع الا دقات حوافر البغال ونباح الكلاب واضواء المصابيح اليدوية تمزق ظلمة الليل.وشباب القرية والجوار يتسابقون الى دكان القرية الوحيد لاقتناء بعض الاغراض الضرورية للسهرة من بطاريات (حجر د المسجلة و تبغ ووقيد وزريعة عباد الشمس وبعض الحلويات ...) 
ها هو اب العريس الحاج بوشتى يامر برفع درجة اليقظة والحدر ويعلن حالة الاستنفار ..في اول الامر يبدأ بالدبلوماسية, فينزع شاشه عن راسه ويرحب بالجميع ويصافح هذا ويصافح ذاك ،ويتفرس قي وجوههم الواحد تلو الاخر وعندما يشك في احدهم يعانقه لكي يشمه هل هو سكران ام لا ....
وعندما يضبط احدهم مخمورا هنا يتوجه الى ولده الخمار قائلا : "شتي دك بلهودي دمغطي تريكو احمر امخطط ." 
الخمار : " دايناهو ابابا كلشي مغطين تريكيوين ..." 
راه واقف احدى زيتونة " الحاج بوشتى : " 
الخمار : " أبابا انا مانشوف حتى زيتونة "
الحاج : "أمال والدك كعوارت ؟؟ اومالك ؟؟ اجي سوط عليا كحتى انت سكران ايمة ايمة ايمة ودرهوط خليت قلك هدا ماشي يحظي العرس هاك وعلاش عوال انا..." 
ويتوجه الى زوجته اجي اجمعة لهودي دبنك سكرااااااااااان 
جمعة : "وباش اعرفتو انت..؟؟؟" 
الحاج (غاضبا) : " هي دابة انا ماشي نتلف بني منعرفوشاي
الا انا قتلك باش عرفتو سكران
قتلو سوط عليا وريحة دلانكول عطات منو 
ايمة عل مسخوط ماشي يتبلى ويبدا يسرق مالدار.... 
ايوا غي يكمل العرس ونجري عليه يتيه يمشي يلقط لبوانت ويلاهو يصيبهم " 
ويبدأ النشاط والغيطة والطبل والشيخة .......

دات السهرة فرقة الرباعة حيث افتتح المقدم بالترحيب وطلب ضيف الله لعمي الحاج بوشتى 
وكان اول قطعة استهلت به الرباعة نشاطها تمجيد الحاج بوشتى وذكر محاسنه مما جعله يتوسط المراح بشاشه الاصفر اللماع ويخرج 200درهم (2ورقا ت ديال 100درهم ) ويزين بها راس مقدم الرباعة لتغير الرباعة طريقة عزفها ايذانا منها بالتوصل بغرامة مالية بينما تصدح النساء بزغاريد تشق عنان السماء وتنبعث من الحضور كلمات تؤكد كلام الاغنية(كاينة أ الشيخ الله يعطيك الصحة .....)
في حضور الرباعة والشيخات كان الاحتفال يتم بالتناوب حيث تدوم فقرة كل طرف 20 دقيقة ،وما يلاحظ غالبا ان الشباب كانوا يستعجلون نوبة فرق الشيخات بل يطالبونها بالإعادة او تمديد الوقت المخصص لها عكس الحضور من الرجال .....
وكانت فترة الجوق تتسم بالنشاط والرقص والتمايل على الايقاعات المختلفة والاغاني المتداولة بين الشباب..........................................
ويبدأ النشاط والغيطة والطبل والشيخة برقصاتها المثيرة وكل واحد يود الرقص معها وتقع المنافسة والبراح :
" اللهم مع فلان اغرم بعشرين درهم واطلب اغنية الفيزا والباسبور وراه باغي يشطح بوحدو سيك " 
.يتناوب الشباب في الاهداء وغالبا ما يكون مقتصرا على اهل العروس والعروسة ....
وحصل ما لم يكن في الحسبان حيث تقدم احد الشباب وهومن دوار مجاور ولا تربطه أي قرابة باهل العرس الى رئيس الجوق وطلب منه اغنية من صنف الركادة كلماتها مبتذلة وتخدش الحياء بعدما قدم له 50 درهما..... وفسح له مكان الرقص وتحول الى( جاكيشان ) والعرق يتصبب من جبينه وتصفيقات الحاضرين تزيده قوة وتشجيعا
واب العريس يراقب حركاته والى اين يمد بصره.....كانت ساحة الرقص محددة أي هناك خطوط حمراء لا يجب تخطيها او الوصول اليها وهي جهة النساء والحريم ... لكن هذا الراقص البارع تمادى في رقصه ولم يحترم شروط الحياء والوقار كما انه كان مخمورا او تظاهر بالسكر... سقط على بعض الفتيات اللواتي كن يجلسن في الصفوف الاولى وهنا قامت الثورة واختلط الحابل بالنابل حيث انقض عليه عمي الحاج بوشتى ولجنة اليقظة بهروات مما جعل مرافقيه يهجمون على اصحاب العرس بالحجارة والهراوات ويعم الهرج والمرج ويعلو الصياح وتسقط لخزانة ,الكل يجري هاربا بجلده واب العريس يصرخ باعلا صوته: " اقبط اقبط اقبط" ........

تفرق الجمع , ولا تسمع في العراسي والجنانات المجاورة للعرس الا وقع الخطوات والهروب ونداءات الشباب يتفقدون اصحابهم وما حل بهم من جراء الاحداث التي شهدها العرس.
هاهو عمي الحاج بوشتى يتوسط المراح نازعا شاشه الاصفر ويجلس على ما تبقى من حصير ازرق طارت جنباته ويصرخ رادا اللوم على اولاده وبناته وزوجته جمعة :
" فلاول قلتلكوم نلقيو طولبة ونتهناو انتوما الا خصنا نكبرو ايوا هانتوما كبرتوها
ايما على اولاد الحرام ضيعوني .....
لخزانة كاملة قطعوها اشنا ماشي نقولو للرئيس د الجماعة دابا
والكيسان كل ما كانوا ف الخزانة تهرسوا ايما يمة ..
كانو عندنا عشرين كرسي بقاو ثلاثة اودابة اشنا ماشي نقولو المول القهوة سلفناهم عليه..... ايوا هانتوما كبرتوها
تتدخل زوجته جمعة للتخفيف من هول الخسائرقائلة :
" أ حمد الله أ الحاج ما ماتش لينا شي واحد هنا ونصبحوا ف المحاكم والجدارمية أحمد الله أ الحاج....ربي يخلف.."
هنا يتدخل بعض الحضور للموافقة على كلام جمعة ويحاولون التخفيف عن الحاج بوشتى
" اجمع علي القزادر ديالك وها حسابك وشد الطريق والله لا زدت فيها ضربة .." هكذا ختم الحاج بوشتى مع صاحب الجوق
تفقد الحاضرون افراد الرباعة التي لم يبق منهم الا'( 3) ثلاثة اعضاء مما يستحيل الرجوع للحفل....
بعد ساعة على الاحداث وبعد ان خلا العرس الا من المدعوين اغلق عمي
الحاج الابواب لتستمر الافراح فقط باهازيج نسائية .... ليكتمل عرس الحاج من الكبيرة الى الصغيرة..... دامت لكم الافراح والمسرات

 



تعليق : Karim El Farabi‎ , 25/01/2015

تعليق :


ذاكرة النسيان
عين مديونة ككل عبارة عن مجموعة قرى.الكاتب من خلال قصته لم يقصد بالقرية مكانا معينا وإنما مكان الحدث عامة سرد لنا أحداثا ووقائع معروفة في الأعراس...و بما أن الأعراس في هذا الزمان أصبحت موسمية(فصل الربيع وفصل الصيف فقط) أظن أن دوك الأولاد ديال القرية غاتجيهم مزيانة يقدرو يتوبو وينساو البلية...مشكور السي كريم دائما تضعنا في الصورة من خلال قصصك المرحة.